حلم ماليكا , رحلة الأمل والإصرار
في قرية صغيرة في ريف شرق إفريقيا, كانت تعيش فتاة طيبة يتيمة تدعى ماليكا, كانت ماليكا تعيش مع جدتها المريضة وكانت تقوم برعايتها وقضاء حاجاتها, كان حلم ماليكا ان تصبح طبيبة حتى تقوم بعلاج جدتها وجميع المرضى الفقراء.
في يوم من الأيام مرضت جدتها مرض شديد, ولم يستطع الأطباء علاجها بسبب ضعف الامكانيات الطبية في هذه القرية الصغيرة, توفيت الجدة وكان اخر كلامها لماليكا : “لا تتوقفي عن الحلم, سأكون معكي أينما ذهبتي”
حزنت ماليكا حزناً شديداً على جدتها, ولم تستطع التوقف عن التفكير بكلام جدتها الاخير لها.
ازداد اصرار ماليكا على دراسة الطب لكي تتمكن من علاج المرضى في قريتها, ولكنها كانت تعلم ان دراسة الطب تحتاج لأموال طائلة, عملت ماليكا كبائعة للملابس في احد الأماكن, كانت تعمل ليلاً ونهاراً حتى تستطيع توفير ما يلزم من مال للدخول للجامعة.
في أحد الأيام أصاب ماليكا تعب شديد بسبب ساعات العمل الطويلة, فما كان منها الا أن نامت من شدة التعب,وكانت تتكلم وهي تتمتم بكلامات جدتها الاخيرة لها, كان هناك عدد من الزبائن في المحل, ومن ضمنهم رجل ثري, سمعوا كلام ماليكا وهي نائمة, ولاحظوا شدة ارهاقها وعندما سألوا صاحب المحل عن ماليكا, اخبرهم بقصتها وأنها تعمل ليل نهار لكي تدرس الطب.
عند استيقاظها كانت المفاجئة الكبيرة لها, قال لها الرجل الثري ستدرسين الطب, وسأقوم بدفع كافة تكاليف دراستك,سنسافر الى اوروبا وستدرسين في اعرق الجامعات هناك, فرحت ماليكا فرحا شديداً لأنها ستتمكن أخيراً من تحقيق حلمها.
اقرأ ايضا: درس في الحياة, اختيار الأصدقاء
بدأت ماليكا دراسة الطب في أحد اشهر الجامعات في اوروبا, ولكن الأمر المذهل هو أن الرجل الثري لم يدفع سوى تكاليف السنة الدراسية الأولى لماليكا, حيث انها كانت متفوقة في دراستها لذلك كانت تدرس مجاناً بسبب احرازها مرتبة الشرف كل عام.
تخرجت ماليكا بدرجة الامتياز وكانت مرتبتها الأولى على مستوى الجامعة, عندها تلقت الكثير من فرص العمل في اكبر المستشفيات في اوروبا ولكنها اصرت على العودة لقريتها لتساعد الفقراء هناك, عندما سألها الرجل الثري عن سبب قرارها في العودة لقريتها قالت له : انت ساعدتني وأنا لا املك المال لكي ادرس الطب وأنا الان أريد أن أفعل مثلما فعلت أنت لي وأساعد الفقراء المرضى في قريتي.
أعجب الرجل الثري بها كثيرا, وقال لها سوف نعود معاً للقرية وسأقوم بتأسيس مستشفى كبير لعلاج المرضى هناك وستكونين انت المسؤولة عن هذا المستشفى.
كانت فرحة ماليكا كبيرة جدا, وكانت دائما ما تتذكر الكلمات الأخيرة لجدتها, حيث ان هذه الكلمات هي التي أشعلت في ماليكا شرارة الأمل والتفاؤل.
الدرس المستفاد
مهما كانت الظروف صعبة، يمكننا تحقيق أحلامنا إذا كنا مصممين ومتفائلين، وإذا كنا على استعداد لمساعدة الآخرين في رحلتهم نحو النجاح والسعادة.