المعلم الحكيم

هيا بنا نحكي قصة جميلة بعنوان المعلم الحكيم :

في إحدى المدارس كان هناك معلمٌ محبوبٌ اسمه حمزة، يعرفه الجميع بتعامله المحترم والهادئ مع الطلاب. كان يزرع في نفوسهم حب التعلم والتفكير النقدي، فكان الطلاب يتسابقون لحضور دروسه.المعلم حمزة كان يعتقد أن التربية الحقيقية تأتي من الفهم والحب والاحترام المتبادل.

في المقابل، كان هناك معلم آخر يتبع نهجًا مختلفًا تمامًا. كان شديدًا في تعامله مع الطلاب، يرى أن الانضباط الصارم هو السبيل الوحيد لتربية الطلاب. كان يؤمن بأن الخوف هو المحرك الأساسي للطاعة والتعلم.

في يومٍ من الأيام، حدث موقفٌ غير عادي. كان أحد الطلاب، واسمه علي، قد تأخر عن الحصة الدراسية بسبب مشكلة عائلية طارئة. عندما دخل الفصل مع المعلم الشديد، وبخه الأخير بشدة أمام زملائه، مما جعله يشعر بالإحراج والضيق. أجلسه المعلم في آخر الصف كعقاب، ولم يسمح له بالمشاركة في الحصة.

عندما انتقل علي إلى حصة المعلم حمزة لاحظ المعلم أن علي يبدو مضطربًا وحزينًا. بدلاً من توبيخه أو إهماله، اقترب منه وسأله بلطف: “ما الأمر يا علي؟ هل هناك شيء يزعجك؟” أجاب علي بحزن عن مشكلته العائلية وعن توبيخ المعلم الشديد له.

ابتسم المعلم المحبوب بلطف وقال: “علي، أحيانًا نواجه صعوبات في الحياة تجعلنا نتأخر أو نتعثر، وهذا شيء طبيعي. الأهم هو كيف نتعامل مع هذه الصعوبات وكيف ننهض بعدها. لا تدع ما حدث اليوم يحبطك. نحن هنا لنتعلم من أخطائنا ونصبح أقوى.”

ثم طلب المعلم حمزة من علي أن يشارك في الدرس كأي طالب آخر، مشددًا على أهمية التعاون والفهم المتبادل. شعر علي بالارتياح والتقدير، وعاد إلى المشاركة الفعالة في الصف.

كان المعلم الشديد يراقب تصرف المعلم حمزة وكيف أنه استطاع بكلمات بسيطة أن يؤثر على علي ويجعل منه طالباً نشطاً يحب المشاركة في الحصة.

بعد انتهاء اليوم الدراسي، اقترب المعلم الشديد من الأستاذ حمزة وقال له: “أدركت اليوم أن الحكمة واللطف يمكن أن يكونا أكثر فاعلية من الشدة والعقاب. شكراً لك على الدرس الذي علمته لي من خلال تعاملك مع علي.”

ابتسم حمزة وقال: “التعليم ليس فقط ما ندرسه، بل كيف نؤثر في حياة طلابنا ونساعدهم على أن يصبحوا أشخاصًا أفضل. اللطف والحكمة هما المفتاح.”

الفراشة زاهية وأهمية الوالدين

Exit mobile version